هل أكمَلَ الإسلام اليهودية والمسيحية حقاَ؟


لكي نجيبَ على هذا السوال ونتبين ما إن كان الاسلام قد أكمل فعلاَ الدين اليهودي ومن ثَمَ المسيحي الذي جاء بعده, وجب علينا أن نفهم ونعلم ما هو " جوهر الدين اليهودي" وكذلك "جوهر الدين المسيحي" ونقارن ذلك مع "جوهر الدين الاسلامي" والمقارنة هي التي ستبين لنا الحقيقة من دون رتوش أو إنفعالات أو تشويشات:


إن جوهر الدين هو تنظيم ووصف العلاقة بين الإنسان وخالقِهِ , وبينه وبينَ الناس من حولِه أيضاَ, فإن تصرف الانسان حسب المتطلبات المنصوص عليها في الدين تكون مكافئته الفوز بالجنة والنعيم , وإن أساء التصرف وإنحرف وإبتعد عن الله وأساء الى غيرهِ ونفسهِ كان مثواه  الجحيم ليتلقى عذاب جهنم خالِداَ فيها مع ألأباليس وألشياطين الى أبدِ الآبدين .


والدين ينظم توبة الإنسان وطريقَة مغفرة خطيئَتِه إن هو أخطأ سهواَ أو متقصداَ ومن ثُم عاد وندم وتاب وقصد وجه الله تعالى وطلب منهُ الصفح والغفران عن ما صار اليه من الضلالةِ والخطيئةِ والكفر , لكي يستطيع الوقوف ثانية أمام خالقَهُ بعد مغفرةَ خطيئَتِه التي أعلن ندمه وتوبته عنها وبعد أن يكون قد أوفى قصاصها ومتطلباتِ غفرانها بألتمام والكمالِ, وإن أخفقَ في إعلان توبتهِ عن خطيئَتِهِ أو الخلاص من تبعياتها , فمثواه النار وبئس المصير.


إن التوراة  "أي الدين اليهودي" يعلن إن عقاب خطيئة الإنسان هي الموت ألأبدي, أي إنفصال وإبتعاد الإنسان عن خالقِهِ وموته جسدياَ وروحياَ. جسدياَ بإنفصال الروح عن الجسد, أي موت الجسد وتفسخه, وروحياَ بأن يرمى جسداَ وروحاَ في نار جهنم ليكون خالداَ فيها مع الأباليس والشياطين الى أبدِ الآبدين.


هذا وإن جوهر الدين اليهودي يَكمُن في إتباع الوصايا العشرة التي كُتِبَت على لوحي الحجارة والشريعة التي أعطاها سبحانهُ تعالى لِموسى وقالَ لهُ:


" كذا تقولُ لآِ ل يعقوب وتُخبِرُ بني إسرائيل" : (الخروج الفصل العِشرونَ):


1.       أنا الربُ إلهُكَ , لا يكن لَكَ آلهةُ أُخرى تُجاهي.


2.       لا تصنع لكَ منحوتاَ  صورة لشيْ ما, ولا تسجد لهُ ولا تعبُده.


3.       لآ تَحلِف بِإسمِ ألرب إلهِكَ باطِلاَ.


4.       أُذكر يومَ السبتِ وقدسهُ , في ستةِ أيامِ تَعمَلُ وأليومُ السابِعُ سَبتُ للربِ.


5.       أكرِم أباكَ وأٌ‎ُمَكَ .


6.       لا تَقتُل.


7.       لآ تَزنِ.


8.       لا تسرِق.


9.       لا تشهَد على قريبِكَ شهادةَ زورِ.


10.     لا تشتَهِ  شيئاَ مِمَا لِقَريبِكَ.


 

وتتلخص هذه الوصايا العشرة, بإثنتين, ألا وهما: أحبب الربَ إلهَكَ بكلِ قلبكَ وبِكلِ نفسكَ, وأحبِب قريبكَ كنفسك.


أما أحكام ورسوم الشريعةِ ففيها ما يخص الله والقريب وهي:


من ذبح لألهةِ إلا للربِ وحدَهُ فليُبسل, ومن جَدَفَ على إسمِ ألربِ فليُقتل, لا تصنعوا لكُم أوثاناَ ولا منحوتاتِ ونصباَ لا تُقيموا وحجراَ مزَخرفاَ لا تصنعوا لتسجدوا لَهُ, أوفِ للربِ نذورك, سبوتي فإحفظوها ومَقدسي فَتَهَيَبوهُ أنا ألربُ, في ستةِ أيامِ تعملُ عملَكَ وفي اليوم السابِعِ تسبِتُ, ولا تحلِفوا بِإسمي كذباَ ولا تُدنِسِ أسم إلهِكَ أنا ألربُ. (الوصايا ألأربعة ألأُولى).


من ضَربَ أو لعَنَ أبأهُ أو أُمَهُ فليُقتلُ, والغريب فلا تظلِمَهُ ولا تضايقَهُ, ولا تُسِىْ إلى أرملةِ ولا إلى يتيمِ, وإذا نَزِلَ بِكُم غَريبُ في أرضِكُم فلا تَهضِموهُ , ولِيَكن عِندَكُمُ الغَريبُ الدَخيلُ فيما بينكُم كألصريحِ منكم  وكَنَفسِكَ تُحِبَهُ, لا تُقيموا على فقيرِ من شعبي ربى, رئيسَ شعبِكَ لا تلعنهُ, لا تقبل خبراَ كاذباَ ولا تجعل يدكَ مع المنافقِ لشهادةِ زورِ, لا تُحرِف في الدعاوي مائلاَ جهةِ الكثيرينَ, ولا تحابِ المِسكين  في دعواهُ, لا تُحَرِف حُكمَ المسكينِ في دعواهُ, إبتعِد مِنَ الكلامِ الكاذبِ. والبريْ والزَكيَ لا تقتُلُهما, لا تأخُذ رشوة, من خَطِفَ أحداَ فباعَهُ أو وجِدَ في يدِهِ فليُقتَل, عيناَ بعينِ وسناَ بِسِنِ ويداَ بيدِ ورِجلاَ برِجلِ, وكياَ بكيِ وجراحةِ بجراحةِ ورَضاَ برَضِ, من قَتَلَ إنساناَ فليُقتل, إن ضَربَ إنسانُ عينَ عبدهِ فأتلفها أو أسقط سِنَ عبدِهِ أو أمتِهِ فليُطلِقَهُ حُراَ, لا تسرِقوا ولا تَكذِبوا ولا يَغُشَ أحدُ قريبَهُ, لا تظلِم صاحِبَكَ ولا تَغصِبهُ ولا تَبِت أُجرَةَ ألأجيرِ عِندِكَ الى الغَدِ, لا تشتِم ألأصم وأمامَ ألأعمى لا تجعل معثَرةَ وإتَقِ إلهِكَ أنا ألربُ, لا تجوروا في الحكمِ ولا تُحابوا فقيراَ ولا تُجِلوا عظيماَ بل بالعدلِ تحكُمُ لقريبِكَ, لا تَسعَ بالنميمَةِ بين شعبِكَ ولا تَقِف ضِدَ دمِ صاحبك أنا الربُ, لا تُبغِض أخاكَ في قَلبِكَ بل عاتِبَهُ عِتاباَ ولا تحمِلَ فيه وِزراَ, لا تَنتَقِم ولا تَحقِد على أبناءِ شعبِكَ وقريبِكَ أحبِبهُ كنَفسِكَ أنا ألربُ, قُم قُدامَ ألأشيبِ وكَرِمَ وجَهَ ألشيخِ وإتَقِ إلهِكَ أنا ألربُ, إذا لقيتَ ثورَ عَدوكِ أو حمارهُ ضالاَ فأرددهُ إليهِ, لا تاكلوا بدمِ ولا تتَطيروا ولا تتَفاءَلوا.


لا تأكلوا دَمَ جَسَدِ ما. إذ إن دمُ  كُلَ جسَدِ هو بمنزِلَةِ نفسه فكلُ من أكلهُ يُقطَعُ, كُلُ ذي ظفرِ مشقوقِ وهو يجتَرُ من البهائِمِ فَإياهُ تَأكلون, وكلُ ذي ظُفرِ غيرِ مشقوقِ وهو لا يجتَرُ من البهائِمِ فلا تأكلوه (مثل الجمل والأرنب والخنزير) فهو رِجسُ لكُم, كُلَ شحمِ من بقرِ او ضانِ أو مَعَزِ لا تأكلوا, لا تطبخوا الجدي بلَبَنِ أُمِهِ, كُلُ ما لَهُ زعانِفُ وفلوسُ في الماءِ وفي البحارِ أو الأنهارِ فإياهُ تأكلون, وما لَيسَ لَهُ زعانِفُ وفلوسُ فهو رِجسُ لكُم, النسرُ وألأنوقُ والعُقَابُ والالحِدَأ والصدى والغِربانُ والنعامُ والخطافُ والسافُ والبازي والبومُ والزُمجُ والألباشِقُ والشاهينُ والقُوقُ والرَخَمُ والصَقرُ والببغاءُ والهدهدُ والخفاشُ وجميعُ دبيبِ الطيرِ السالِكِ على أربعِ فهو رِجسُ لكم, الخُلدُ والفارُ والضَبُ والورلُ والحرذونُ والعِظآةُ وألحرباءُ وسامَ أبرصُ كلُها نجِسةُ لكم, كل ما حبا على صدرِهِ‎ وما حبا على أربَعِ وكُلُ ما كَثُرت أرجِلَهُ من جميعِ الدبيبِ الدابِ على ألأرضِ لا تأكلوهُ ولا تتنجسوا بهِ, وألميتةَ والفريسةَ لا تأكلوها, ولحمَ فريسةِ في الصحراِ لا تأكلوا بل إطرحوهُ للكلابِ.


من طلَقَ إمرأتَهُ فليدفعُ إليها كِتابَ طلاقِ ويدفعه إلى يَدِها, سوءةِ أبيكَ أو أُمَكَ أو أُختِكَ أو زوجَةِ أبيكَ أو إبنَةِ إبنِكَ أو إبنةِ إبنَتِكَ أو عَمَتِكَ أو خالتِكَ أو زوجةِ أخيكَ أو زوجةِ عَمِكَ لا تكشِفها, إمرأةَ مع أُختِها لا تتَخِذُ لتكونَ ضرتها لِكَشفِ سوءَتها معها في حياتِها, وإلى إمرأةِ في نجاسةِ طمثِها لا تَتَقَدم لِكَشفِ سوءَتها , لا تَبذِلِ إبنَتَكَ للفِجورِ, أي رَجُلِ زَنى بإمرأةِ قريبِهِ فليُقتَلُ ألزاني وألزانيةُ, وإن ضاجَعَ أحَدُ زوجةَ أبيهِ فليُقتلا كِلاهُما, إن ضاجعَ أحدُ كنتَهُ فليُقتل كِلاهُما, وإن إتخّذَ أحدُ إمرأةَ وأُمَها فليُحرقُ هو وهما بألنارِ, وإن ضاجَعَ أحدُ ذَكَراَ مضاجعَةِ ألنساءِ فليُقتلا كِلاهُما, إن غَشيَ رَجُلُ بهيمةَ فليُقتلا كِلاهُما, وإن تقدمتِ إمرأةُ الى بهيمةِ لِتَنزوها فليُقتل كِلاهُما, بهائِمَكَ لا تُنزِها من نوعين, وحقلِكَ لا تَزرَعهُ من صِنفينِ وثَوبُ منسوجُ من صِنفينِ لا يَعلُ عليكَ, خدشاَ على ميتِ لا تجعلوا في أبدانِكُم وكِتابَةِ وشمِ لا تجعلوا فيكُم.


ساحرةَ لا تستبقِ, لا تَميلوا إلى أصحابِ التوابِعِ والعرافينَ لا تَطلِبوا فتتَنَجسوا بهِم أنا ألربُ إلهُكُم, لا تَجوروا في ألحُكمِ ولا في ألمساحةِ وألوزنِ وألكيلِ بل موازينُ عادلَةُ وعياراتُ عادلةُ تكونُ لَكُم. (الوصايا الستة ألأخيرة).


هذا وقد طلب الله من موسى أن يعمل خيمة للإجتماع مُكونة من قسمين:  ألقدس وقُدسُ ألأقداس بابها من جهةِ الشرقِ. تحاطُ بسياجِ لهُ بابُ واحدة من جهةِ الشرقِ أيضاَ, ووضِعَ بين باب الخيمة وباب السياج مذبح المحرقة, الذي تُحرقُ عليهِ الذبائح.


وأُعطيت لموسى ألشريعة أي الرسوم وألأحكام والوصايا ألواجب إتباعها وتتضمن التفاصيل الخاصة الواجب عملها أو تقديمها إذا أخل المؤمن بأي من الوصايا ألعشرةِ أعلاه من أجلِ الحصولِ على التوبة وألمغفرةِ لِتعديهِ وخطيئتِهِ:


1.       إذا خطِا سهواَ بألوصايا التي تخص الله تعالى: فيجب على الخاطئ  تقديم ذبيحة يأتى بها الى باب خيمةِ ألإجتماع ويضَعُ يدِهِ فوقَ رأسها ويَقرُ بذنبهِ وخطيئتِهِ  (أي ينقل ذنبَهُ اليها)  فتُذبح الى شمال مذبح المحرقة (بدل عنهُ), ثُم يأخذ الكاهن من دمها ويدخل بهِ الى داخل الخيمة وينضح بإصبعهِ منهُ أمامَ حجاب قدس ألأقداس سبع مرات ويلطخ قرون مذبح البخور ألأربعةِ بهِ, أما سائر دمها فيصبهُ في مذبح المحرقة (أي تذهب روحها إلى جهنم عوض عنه) , وجميع شحمها وألكليتين وزيادة الكبد تُحرقُ فوق مذبح المحرقةِ, أما بقيتها فتُؤخذ الى خارج المحلة (لا يُؤكل من لحمها شيْ) وتحرق في مكانِ طاهرِ بكاملها. فيُغفَرُ ذنبه.


2.       إذا أثِمَ بشيْ ضد القريب (غيره): فيجب على الخاطئ  تقديم ذبيحة ياتى بها الى باب خيمةِ ألإجتماع ويضَعُ يدِهِ فوقَ رأسها ويقرُ بذنبهِ وخطيئتِهِ (أي ينقل ذنبهُ اليها) فتُذبح الى شمال مذبح المحرقة (بدل عنهُ), وسائر دمها يرشه الكاهن حول مذبح المحرقة, وجميع شحمها وألكليتين وزيادة الكبد تُحرقُ فوق مذبح المحرقةِ, أما لحمها فيأكله الكهنةِ في مكانِ مقدس (أي في القدس). ثُمَ يدفع الخاطيْ إلى المتضرر الضرر الذي سبَبَهُ لهُ ويُزيدُ عليهِ الخمس. فيُغفَرُ ذنبه.


3.       هذا وهنالك ذبائح أُخرى للشكرِ أو للسلامةِ  يُقدمها ألمؤمن شكراَ لله أو حمداَ لسلامته. وهي ليست لمغفرة أي من خطاياه. وكذلك ذبيحة المحرقة التي تقدم تكفيراَ عن المؤمن ليرضى الله عنه, والتي تحرق بكاملها فوق مذبح المحرقة.


* فكما ترون فإن جوهرِ الدين اليهودي يكمن في إتباعِ الوصايا العشرة وفي حالِ ألإخلالِ بها لا تتم مغفرة الخطايا إلا بسفك دمِ, وهو دمِ ذبيحةِ حيوانية لا ذنبَ لها في ذاتها وتُقَدم كلما إقترف ألخاطيْ أي خطيئة ضد الله سبحانه أو ضد القريب لتاخذ هي القصاص الذي يستحقهُ هو بدلاَ عَنهُ.


وإن إستمَر الحالُ على هذا المنوالِ لإستهلك ألناس كل حيواناتِ ألأرض ولن يبقى أمامهُم أي خِيار غير الموت بخطاياهُم ومصيرهم جهنم خالدين فيها مع من سبَقَهُم مِن ألأباليسِ والشياطينِ.


أما الدين المسيحي فقد أيد ما جاءَ في التوراة لا بل سار بها خطوة أبعد نحو الكمال إذ قال ألسيد المسيح:


متى(5-17): لا تظنوا إني أتيتُ لأحُلَ الناموس وألأنبياء, إني لم آتِ لأحل لكن لأُتمِم. (18) ألحقَ أقولُ لكُم إنَهُ إلى أن تزولَ ألسماءُ وألأرضُ لا تَزولُ يآءُ أو نُقطَةُ واحدةُ من الناموسِ حَتى يتِمَ الكُل. ......ُ(21) قد سمعتم أنهُ قيلَ لِلآولين لا تقتل فإنَ من قتلَ يستَوجِبُ الدينونةَ. (22) أما أنا فاقولُ لكُم إنَ كُلَ من غَضِبَ على أخيهِ يستوجِبُ الدينونةَ. ومن قال لأخيهِ راقاَ يستوجِبُ حكم المحفل. ومن قال يا أحمقُ يستوجِبُ نارَ جهنمَ. … (27) قد سمعتم أنهُ قيلَ لِلآولين لا تزنِ. (28) أما أنا فأقولُ لكُم إنَ كُلَ من نظرَ الى امرأةِ لكي يشتهيها فقد زَنَى بها في قلبهِ. (29) فإن شَكَكَتكَ عينُكَ أليُمنى فإقلعها وألقها عنكَ فإنَهُ خَيرُ لكَ أن يهلكَ أحدُ أعضائِكَ ولا يُلقى جسدكَ كُلُهُ في جهنم. ….. (31) قد قيلَ من طلَقَ إمرأتَهُ فليدفعُ إليها كِتابَ طلاقِ. (32) أما أنا فأقولُ لكُم من طلقَ إمرأتِهِ إلا لِعِلَةِ زنى فقد جعلها زانيةَ ومن تزوجَ مُطَلَقَةَ فقد زَنى. (33) قد سمعتُم أنَهُ قيلَ للأولين لا تحنُث بل أوفِ للربِ بأقسامِكَ .  (34) أما أنا فأقولَ لكُم لا تحلِفوا ألبتةَ لا بألسماءِ فإنها عَرشُ الله. (35) ولا بألأرضِ فإنها موطِئُ قدميهِ. ولا بأُورشليمَ فإنها مدينةُ الملِكِ ألأعظمِ. … (38) قد سمِعتُم أنَهُ قِيلَ ألعَينُ بألعينِ وألسنُ بألسنِ. (39) أما أنا فَأقولُ لكم لا تُقَاوموا ألشرير بل من لَطَمَكَ على خَدِكَ ألأيمنِ فَحوِل لَهُ ألآخَرَ. (40) ومن أرادَ أن يُخاصِمَكَ ويأخُذَ ثَوبَكَ فَخَل لَهُ رِداءَكَ أيضاَ. (41) ومن سَخَرَكَ ميلاَ فأمشِ مَهَهُ إثنينِ. (42) من سألَك فَأعطِهِ. ومَن أراد أن يَقتَرِضَ مِنكَ فلا تَمنَعهُ. (43) ٌقَد سَمِعتُم أنَهُ قيلَ أحبِب قريبكَ وأبغِض عَدوَكَ. (44) أما أنا فأقولُ لكُم أحبوا أعداءَكُم وأحسِنوا إلى من يُبغِضُكُم وصلوا لأجلِ من يُعَنِتُكُم  ويَضطَهِدكُم (45) لِتَكونوا بَني أبيكُمُ ألذي في ألسماواتِ لأنَهُ يُطلِعُ شُمسَهُ على ألأشرارِ والصالحينَ ويُمطِرُ على ألأبرارِ وألظالمينَ.


وفي متى(6-2): إذا صنعتَ صدَقَةَ فلا تَهتِف قُدامَكَ بألبوقِ كما يفعلُ ألمرآءُونَ في المجامِعِ وألأزقَةِ لكي يُمجِدَهُمُ ألناسُ. ألحقَ أقولُ لكُم إنهُم قد أخَذوا أجرَهُم. ….. (5) وإذا صَليتُم فلا تكونوا كألمُرآءِينَ فإنَهُم يُحِبونَ ألقيام في ألمجامِعِ وفي زوايا ألشوارعِ يُصلُونَ لِيَظهروا للناسِ. ألحقَ أقولُ لكُم إنهُم قد أخَذوا أجرهُم. .... (16) وإذا صُمتُم فلا تكونوا مُعَبِسينَ كألمُرآءِينَ فإنهُم يُنَكرونَ وجوهَهم ليظهروا للناسِ صائمينَ. ألحقَ أقولُ لكُم إنَهُم قد أخَذوا أجرَهُم. .... (19) لا تكنِزوا لكُم كُنوزاَ على ألأرضِ..... (20) إكنِزوا لكُم كُنوزاَ في السماءِ ..... (24).......لا تقدرونَ أن تَعبدوا أللهَ وألمالَ. (33) فاطلبوا أولاَ ملَكوتَ ألله وبِرَهُ …… .


وفي متى(7-1): لا تَدينوا لِئَلا تُدانوا.(13) أدخلوا من ألبابِ ألضيقِ لأنَهُ واسِعُ ألبابُ ورَحِبُ ألطريقُ ألذي يُؤدي إلى ألهلاكِ وألداخِلونَ فيهِ كَثيرونَ. (14) ما أضيَقَ ألبابَ وأحرَجَ ألطريقَ ألذي يُؤدي إلى ألحياةِ وقليلونَ ألذينَ يَجِدونَهُ. (15) إحذَروا مِن ألأنبِياءِ ألكذَبَةِ ألذين يأتوكُم بِلِباسِ الحملانِ وهُم في ألباطنِ ذِئابُ خاطِفَةُ. (16) مِن ثِمارِهِم تَعرِفونَهُم. …. .   


وفي متى(19-4): … أن ألذي خَلَقَ ألإنسانَ في ألبدءِ ذكراَ وأُنثى خَلَقهُم وقالَ (5) لِذلِكَ يترُكُ ألرجُلُ أبأهُ وأُمَهُ ويلزَمُ إمرأتِهِ فيَصيرانِ كِلاهُما جّسداَ واحداَ. (6) فليسا هُما إثنينِ بَعدُ ولكنهُما جَسَدُ واحِدُ. وما جَمَعَهُ أللهُ فلا يُفرِقَهُ إنسانُ. (7) فقالوا لهُ فَلِماذا أوصى موسى أن تُعطى كِتابَ طلاقِ وتُخلَى. (8) فقالَ لهُم إنَ موسى لأجلِ قساوةِ قُلوبِكُم أذِنَ لكُم أن تُطَلِقوا نِساءَكُم ولم يَكُن مِن ألبَدءِ هكذا. (9) وأنا أقولُ لكُم من طَلَقَ إمرأتِهِ إلا لِعِلَةِ زِنى وأخَذَ أُخرى فقد زَنى. ومن تَزوجَ مُطلقَةَ فقد زَنى.


وعن الجنةِ قال المسيحُ لما سالَهُ الصديقيون:

متى(22-25): كانَ عندنا سبعةُ إخوةِ تَزوجَ أولهُم إمرأةَ وماتَ ولم يكن لهُ نسلُ فتَرَكَ إمرأتَهُ لأخيهِ (26) وكذلِكَ الثاني وألثالِثُ إلى ألسابِعِ (27) وفي آخِرِ الكُلِ ماتَتِ ألمرأةُ (28) ففي ألقيامَةِ لِمَن مِن السبعةِ تكونُ ألمرأةُ لأِنَ ألجميعَ إتخَذوها. (29) فأجابَ يسوعُ وقالَ لهُم قد ضَلَلتُم لأنَكُم لم تَعرفوا ألكُتُبَ ولا قُوةَ أللهِ (30) لأنَهُم في ألقيامَةِ لا يُزَوجونَ ولا يَتَزوجونَ ولكِن يَكونونَ كَملائِكَةِ أللهِ في ألسماواتِ.


نعم هكذا  إكمل المسيحُ الوصايا العشرة,  فما الذي فعلَهُ من ناحيةِ الذبائح المطلوبة لمغفرةِ الخطايا والتي لا يتم غفرانها إلا بسفكِ الدمِ, ففي عيدِ الفصح وعلى مائِدةِ ألعِشاء ألأخير مع تلاميذِهِ (ألحواريون) قالَ المسيح:


متى(26-17) : .. .. دَنا ألتلاميذُ إلى يسوع قائلينَ أينَ تُريدُ أَن نُعِدَ لَكَ الفِصحَ لِتَأكُل .. .. (20) ولَما كانَ ألمَساءُ إتَكَأَ مع تَلاميذِهِ ألإثني عشرَ .. .. (26) وفيما هُم يأكلونَ أخَذَ يسوعُ خُبزاَ وبارَكَ  وكَسَرَ وأعطى تلاميذَهُ وقالَ خُذوا كُلوا هذا هو جَسَدي (27) وأخَذَ ألكَأسَ وشَكَرَ وأعطاهُم وقالَ إشربوا مِن هذا كُلُكُم (28) لأنَ هذا هو دمي للعَهدِ ألجديدِ ألذي يُهراقُ عَن كَثيرينَ لِمَغفِرةِ ألخطايا.


ولما كانت الذبائِح الحيوانية التي هي بلا ذنبِ في ذواتها ترمزُ فقط إلى ذبيحةِ المسيح ألذي كانَ بِلا ذنبُ في ذاتِهِ , لَم يَبقى أمامَهُ إلا أن يُقدِم نفسَهُ ذبيحةِ الاهية أبدية لمغفرةِ خطايا كل من يؤمن بفدائِهِ وألذي أتَمَهُ على الصليبِ . فلم يبقى مِن حاجةِ إلى تقديم الذبائح ألحيوانية , فقد نابَ السيد المسيح إبنُ ألله ذو الحياة ألأبدية عن ألبشر على الصليب وأخَذَ القصاص بدلَ كلِ ألمؤمنين مرةِ واحدةِ. وألشرط ألوحيد للحصول على ألفِداء هو قبولِ ألمؤمن بنيابةِ المسيح عنهُ ولِذا كانَ على الخاطيْ أليهودي أن يضَعَ يدهُ فوقَ رأسِ الذبيحةِ قبلَ ذَبحِها, نعم هذا ألفداء هو جوهرُ الدين المسيحي بألكمالِ وألتمامِ.


فنرى من أعلاه إن المسيحيةِ قد أكملت الدين اليهودي وبقيت معه في نفس ألإتجاه وبنفسِ الجوهرِ, وبقيت الوصايا العشرة (أي الناموس) هي مركز التشريع والدين كله, وبقيَ غُفران الخطأيا لا يَتم إلا بسفك ألدم, دم المسيح وإلى أبدِ ألآبدين.


وألآن فما هو جوهَرُ ألدين ألإسلامي ؟


إن جوهر ألدين ألإسلامي هو ألقُرآن, وفيهِ نَجِدُ:


1.       ألله لا إلهَ إلا هو ألحيَ ألقيوم. (آ ل عُمران 3).


     وإلاهُكُم إلاهُ واحدُ لا إلاهَ إلا هُوَ ألرَحمَانَ ألرحيمُ. (البقرة 172).                                                                                                         


2.       قُل إني نُهيتُ أن أعبُدَ ألذينَ تَدعونَ مِن دُونِ أللهِ لَما جاءَني ألبَيناتُ مِن رَبي وأُمِرتُ أن أُسلِمَ لِربِ ألعالمينَ. (ألمؤمن 66).


    - فإجتَنِبوا ألرِجسَ منَ ألأوثانِ ...... (ألحج 31).


3.       لم يرِد في ألقرآن نص يوجِب عدمِ الحلفان بإسمِ الله باطلاَ (ولكِنَهُ متعارفُ عليهِ).


4.       ورفعنا فوقَهُمُ ألطورَ بميثاقِهِم وقُلنا لهُمُ إدخلوا ألبابَ سُجداَ وقُلنا لهُم لا تَعَدوا في ألسبتِ وأخَذنا مِنهُم ميثاقاَ غليظا. (ألنساء 155).                                                                                


- يا أيُها ألذينَ آمنوا إذا نوديَ للصلاةِ مِن يومِ ألجُمعَةِ فاسعوا إلى ذَكرِ أللهِ وذَروا ألبيعَ ذالِكُم خَيرُ لكُم لإن كُنتُم تعلَمونَ. (الجُمعة 10).


5.       …… , وبِألوالِدينِ إحساناَ وذوي ألقُربى وأليتامى وألمساكينِ …. . (البقرة 82).


6.       ولا تَقتِلوا ألنفسَ ألتي حَرَمَ أللهُ إلا بألحَقِ ومن قَتلَ مظلوماَ فقد جَعَلنا لِوليهِ سُلطاناَ ولا يُسرِفُ في ألقتلِ إنهُ كانَ منصوراَ. (بني إسرائيل 34). 


     - وما كانَ لِمؤمِنِ أن يَقتُلَ مؤمِناَ إلا خَطَاَ. ومن يَقتُلَ مؤمِناَ مُتَعَمِداَ فجَزاؤُهُ جهَنم. (ألنساء 93/94).


7.       ولا تَقربوا ألزِنى إنهُ كانَ فأحِشَة وساءَ سبيلاَ. (بني إسرائيل 33).


- ألزانيةُ وألزاني فاجلدوا كُلَ واحِدِ منهُما مائةَ جلدةِ ولا تأخُذكُم بهِما رأفةَ في دينِ أللهِ ….. وحُرِمَ ذَلِكَ على ألمؤمنينَ. (ألنور 3/4).


8.       وألسارِقُ وألسارِقَةُ فإقطعوا أيديَهُما جَزاءَ بِما كَسِبا نَكالاَ مِنَ أللهِ وأللهُ عَزيزُ حكيمُ. (ألمائدة 39).


9.       وعِبادِ ألرحمانِ ألذينَ لا يشهدونَ ألزورَ وإذا مَرُوا بأللغوِ مَروا كِراماَ. (ألفرقان 73).


     - …... وإجتنِبوا قولَ ألزورِ. (ألحج 31).


10.     ولا تَتَمنوا ما فَضَلَ أللهُ بهِ بعضَكُم على بَعضِ . ..


إن دقَقنا ألنظرَ بما جاءَ أعلاه, نجِدُ إنها نفسُ ألوصايا ألعشرة ألتى أعطيت لِموسى فيما عدا قَطعِ يدِ ألسارق وتغيير يوم ألراحةِ من ألسبتِ إلى ألجُمعَةِ وجَلدِ ألزاني مئة جلدة بدل رَجمِهِ بألحجارة حتى يَموت.


أما بقية ألأحكام وألرسوم فهي:


…. فلا تجعلوا لِلهِ أنداداَ وأنتُم تعلمونَ ….. (ألبقرة 21).


يا أيُها ألذينَ آمنوا كُتِبَ عليكُم ألقِصاصُ في ألقتلى ألحرُ بالحُرِ وألعبدُ بألعبدِ وألأُنثى بألاُنثى (ألبقرة 177).


… فَمَن إعتدى عليكُم فإعتدوا عليهِ بِمِثلِ ما إعتدى عليكُم, …. . (ألبقرة 193).


وكَتَبنا عليهِم فيها أنَ ألنفسَ بالنفسِ وألعينَ بالعينِ .... وألسنَ بالسنِ والجروحَ قِصاصُ ... (ألمائدة 46).


وآتِ ذا ألقُربى حَقَهُ وإبنَ ألسبيلِ ولا تُبَذِر تبذيراَ. (بني إسرائيل 27).


بَلى مَن أوفى بعَهدِهِ وإِتقى فإنَ ألله يَحِبُ ألمُتقين. (آ ل عمران 77).


يَمحَق أللهُ ألربى ويُربى ألصدقاتِ واللهُ لا يُحِبُ كُل كَفارِ أثيمِ. (ألبقرة 277).


إنَ ألله يأمُركُم أن تؤدوا ألأماناتِ إلى أهلِها ….. (ألنساء 59).


ولا تَقربوا مالَ أليتيمِ إلا بألتي هي أحسَنُ حتى يَبلُغَ أشَدَهُ وأوفوا ألكيلَ وألميزانَ بالقسطِ . (ألأنعام 153).


إن أللهَ يأمُرَ بالعدلِ وألإحسانِ وإيتاي ذي ألقُربى وينهى عنِ الفحشاءِ وألمنكَرِ والبغي …… (ألنحل 91).


إنما حُرِمَ عليكُم ألميتَةَ وألدمَ ولَحمَ ألخنزيرِ وما أُهِلَ  لغيرِ أللهِ بِهِ وألمنخَنِقَة.. .(ألمائدة 4).


أُحِلَ لَكُم صيدُ ألبحرِ وطعامُه متاعاََ لكُم وللسيارةِ وحُرِمَ عليكُم صيد ألبرِ ما دُمتُم حُرُماَ وإتقوا أللهَ ألذي إليهِ تُحشَرون. (ألمائدة 97).


ألطلاقُ مَرتانِ فإمساكُ بِمعروفِ أو تسريحُ بإحسانِ ........ فإن طلَقَها فلا تَحِلُ لَهُ مِن بعدُ حتى تَنكَحٌ‎ُ زوجاَ غيرهُ فإن طلَقَها فلا جُناحَ عليهِما…... . (ألبقرة 228/229).


ويسئَلوكَ عَنِ ألمحيضِ قُل هو أذى فإعتَزِلوا ألنِساءَ في ألمحيضِ ولا تقربوهُنَ حتى يَطهَرون. (البقرة 221)


حُرِمَت عليكُم أُمهاتِكُم وبناتِكُم وأخواتِكُم وعماتِكُم وخالاتِكُم وبنتُ ألأخِ وبنتُ ألأختِ وأُمهاتِكُم ألتي أرضعنَكُم وأخواتِكُم مِن ألرضاعَةِ وأُمهاتُ نسائِكُم وربائِبِكُم ألتي في حُجورِكُم من نسائِكُم ألتي دخَلتُم بِهِنُ (ألنساء 4).


وإن خِفتُم ألا تُقسِطوا في أليتامى فإنكحوا ما طابَ لكُم مِنَ ألنساءِ مثنى وثلاثَ ورباعَ فإن خِفتُم ألا تعدِلوا فواحدةُ أو ما ملَكَتُ إيمائكُم ذلكَ أدنى ألا تَعدِلوا (ألنساء 4).


... ولا تكرِهوا فَتَياتِكُم على ألبغاءِ ….. (ألنور 34).


فهُنا نُلاحِظ إن خطوةِ ألكمالِ التي أضافَها ألسيد ألمسيح إلى ألوصايا ألعشرة قَد تَم إزالتها وإرتَدَ ألإسلامُ عنها, وبَدلَ أن نسير إلى ألأمامِ ونُسامِحَ مُن إعتدى علينا عُدنا أدراجنا إلى ألخَلفِ إلى ألسن بألسنِ وألعين بألعينِ وألطلاق وتعدد ألزوجات.


وأما الجنة فقالَ الإسلامُ فيها:


…….. ولهُم فيها أزواجُ مطهرةُ وهُم فيها خالِدونَ …… (ألبقرة 24).


جَنَاتِ عّدنِ يدخُلونها فيها مِن أساوِر مِن ذهبِ ولؤلؤأَ ولباسُهُم فيها حريرُ. (فاطر 34).


إنَ أصحابَ ألجنةِ أليومَ في شُغُلِ فَكِهونَ. هُم وأزواجُهُم في ظِلالِ على ألأرائِكِ مُتَكِئونَ. لَهُم فيها فاكِهَةُ ولهُم ما يَدَعون. (يس 56).


وفي سورة الواقعة: (13) في جناتِ ألنعيمِ. (14) ثُلَةُ مِنَ ألأولينَ. (15) وقليلُ مِنَ ألآخرينَ (16) على سُرَرِ مَوضونَةِ (17) مُتكئينَ عليها مُتَقَابلينَ (18) يَطُوفُ عَليهِم وِلدانُ مُخَلَدونَ (19) بِأكوابِ وأباريقَ وكَأسِ مِن معينِ (20) لا يُصَدعونَ عنها ولا يُنزِفونَ (21) وفاكهَةِ مِما يَتَخَيرونَ (22) ولَحمَ طَيرِ مِما يَشتهونَ (23) وحورُ عِينُ (24) كأمثالِ أللؤلؤِ ألمكنونِ (25) جَزاءَ بِما كانوا يَعملونَ (25) لا يَسمعونَ فيها لَغواَ ولا تأثِيماَ.


وهذا يُخالِف كلام ألسيد ألمسيح حيثُ قال: قد ضَلَلتُم لأنَكُم لم تَعرفوا ألكُتُبَ ولا قُوةَ أللهِ , لأنَهُم في ألقيامَةِ لا يُزَوجونَ ولا يَتَزوجونَ ولكِن يَكونونَ كَملائِكَةِ أللهِ في ألسماواتِ.


وأما عَنِ عشاء المسيح ألأخير فقالَ القرآن:


المائدة : (113) إذ قالَ ألحواريونَ يا عيسى إبنَ مريَمَ هَل يستطيعُ رَبُكَ أن يُنزِلَ عَلينا مائدةَ مِنَ ألسماءِ قالَ إتَقوا أللهَ إن كُنتُم مؤمنين. (114)  قالوا نُريدُ أن نأكُلَ مِنها ونُطَمئِنَ قُلوبُنا ونَعلَمَ أَن قَد صَدقتَنا ونكونُ عليها مِنَ ألشاهِدينَ (115) قالَ عيسى إبنُ مريَمَ أللهُم رَبَنا أنزِل علينا مائدةَ مِنَ ألسماءِ تَكونُ لَنا عيداَ لأولِنا وآخِرِنا وآيَةَ مِنكَ وأرزُقنا وأنتَ خَيرُ ألرازقينَ (116) قالَ أللهُ إني مُنزِلَها عليكُم فَمَن يكفر بَعدُ مِنكُم فإني أُعَذِبَهُ عَذاباَ لا أعذِبُه أحداَ مِنَ ألعالمينَ.


تعَمَدَ القرآن أن يجعلَ العشاء ألأخير للمسيح مع تلاميذه مائدة من السماء فيها ما لَذَ وطاب وأخفى حقيقةَ كسرِالخبز والخمر في العشاء ألأخير ليُلغي بعدَ ذلك حقيقة صلبِ المسيح وجوهر ألدين المسيحي أي فِداء الصليب.


وعنِ ألذبائِح قالَ ألإسلامُ:


لِيشهدوا منافِعَ لَهُم ويَذكُروا إسمَ أللهِ في أيامِ معلوماتِ على ما رزقناهُم من بهيمَةِ ألأنعامِ فَكلوا منها وأطعموا ألبائِسَ ألفقيرَ. (ألحج 29).


وألبُدنَ جعلناها لكُم مِن شعائِرِ أللهِ لكُم فيها خيرُ ……. لَن ينالَ ‎أللهَ لحومُها ولا دماؤُها ولكن ينالُهُ ألتقوى مِنكُم …… (ألحج 37/38).


فنُلاحظ إن ألإسلامَ لَم يطلبَ هذهِ ألذبائح لغفرانِ ألخطايا كَما في أليهوديةِ وألمسيحيةِ بل قال: لَن ينالَ ‎أللهَ لحومُها ولا دماؤُها, أي إنها مُشابهة لِذبائِحِ ألشُكرِ عندَ أليهودِ وتوزَعُ كَصَدَقة على ألفقراءِ وألمساكينِ إبتِغاءَ لوجهِ أللهِ. فكيفَ تُغفَرُ سيئاتِ وخطايا ألمسلمين؟ ففي هذا ألصَدَد قالَ ألإسلامُ:


مَن جاءَ بألحَسَنةِ فَلَهُ عَشرُ أمثالِها ومن جاءَ بألسيئَةِ فلا يُجازى إلا مِثلَها وهُم لا يُظلمونَ (الانعام 161).


وأقِمِ ألصلاةَ طرفي ألنهارِ وزُلفاَ مِنَ ألليلِ إنَ ألحسناتِ يُذهِبنَ ألسيئاتِ, وذلِكَ ذِكرى للذاكرينَ (هود 115).


وألوزنُ يومئِذِ ألحقُ فَمَن ثَقُلَت موازينُهُ فأولئِكَ هُم ألمفلحونَ . ومَن خفَت موازينُه فأولئِكَ ألذينَ خَسِروا أنفسَهُم بما كانوا بآياتنا يظلمونَ. (ألاعراف 8/9).


فَمَن ثَقُلَت موازينُه فأولئِكَ هُم ألمفلحونَ. ومَن خَفَت موازينَهُ فأولئِكَ ألذينَ خَسِروا أنفسَهُم في جَهَنَمَ خالِدونَ. (ألمؤمنون 103 /104).


فَأما مَن ثَقُلَت موازينُه. فهو في عيشَةِ راضيةِ. وأما مَن خَفَت موازينُه. فَأُمُه هاويةُ. وما أدراكَ ما هية. نارُ حاميةُ. (ألقارعة 7/8/9/10/11/12).


بَلى من كَسِبَ سيئَةَ وأحاطَت بهِ خطيئَتُهُ فأولئِكَ أصحابُ ألنارِ هُم فيها خالِدونَ (ألبقرة 82).


فألإسلام جاءَ بميزانِ يكيلُ ألمؤمنون بِهِ حسناتهِم وسَيئاتِهِم, فمن كانَ عندَهُ تسعينَ سيئة وعشرُ حسنات يفوزُ بألجنةِ, وهنا جاءَت ألرِدَةُ على جَوهرِ ألشريعَةِ كُلها. ففي ألتوراةِ يَتُم غفران ألخطايا بتقديم ألذبائِح ألتي يُسفَكُ دمها بدلَ الخاطيْ لِلهِ, وفي ألإنجيلِ أيضاَ يَتُم غفران ألخطايا بتقديمِ ذبيحةِ ألصليبِ ألأبَديةِ بدلَ ألخاطيْ ألمؤمن بفداءِ ألمسيح.


فألإسلامُ حَذَفَ ألذبائِح ألتوراتيةِ, وإدعى بِأن ألمسيح لم يصلب وهكذا حَذفَ ذبيحة فِداءِ المسيح أيضاَ, فطعَنَ جوهرِ الدين اليهودي والمسيحي وإرتَدَ عنهما وأتى بِألميزان, ثُم إدعى إن ألتوراةَ وألإنجيلَ مُحرفين, فهنا نقولُ إِنَ ألبينةَ على من إدعى. فلو كان الميزان هو ألقياس ألذي يُقاسُ بِهِ, فلِماذا طُرِدَ آدمَ وزوجَهُ مِنَ ألجنة؟ أَلَم يكُن لهُم معصية واحدة فقط , ولِماذا لم تُحسب ولا حتى تَمَ ذكِر حسناتهم وما عَمِلوا مِن أعمالِ في طاعَةِ ألله تعالى في ألجنةِ, وكَأنَهُ لم يكُن لهُم حتى حسنة واحدة؟ فألكتاب أغفَلَ ذِكر كُل شيْ إلا ألمعصية ألواحدة ألتى إرتكبوها وكانت كافية لموتِهِم وطَردِهِم مِن ألجنةِ. أَوَلَم يَكُن لإبليس أيضاَ معصية واحِدة فقط فسَبَقَ ألخُطاة إلى جَهَنَم؟ فعن أي ميزانِ تتكلمون؟


 فألحقيقَة ألمُرة هي إن ألإسلام لَم يُكمِل ألدين أليهودي ولا المسيحي وإنما إرتَدَ عنهما وجاءَ بشريعَةِ تُناقِض جوهرهما تَماماَ, وأُغلِقَ طريقَ ألخلاصِ أمامَ ملايين بل بلايين وبلايين ألبشر, ويكفي هُنا أن نُذَكِر إنَ: من كَسِبَ سيئَةَ واحدةَ وأحاطَت بهِ خطيئَتُهُ فأولئكَ أصحابُ ألنارِ هُم فيها خالِدونَ.


 فمن كانَ لَهُ خطيئة واحدة فقط لَن يَرى وجهَ أللهِ ألقدوس ولَن يدخل ألجنةِ أبداَ, أَفَهو خَيرُ من آدم وزوجِه أللذينِ أُخرجاَ منها؟ فهيهات هيهات أن يُقبل ألخُطاة حولِ عرشِ ألقدوس وملائِكَتِهِ؟ أفلا تَعقِلون!



عبد ألأحد داؤد


6/6/2002




"إرجع إلى ألبداية"